إن الواحات ساحة خصبة ذات مناخ جاف تغلب عليه الطبيعة الصحراوية، وتعتبر فيها المياه الجوفية عنصراً مهيكلاً للحياة النباتية ولمختلف سكانها، والتي توجد على صورة ينابيع وطلمبات. وتشغل الواحات نحو 15٪ من مساحة المغرب. وعلى امتداد العصور تكيف سكانها الذين يبلغ عددهم زهاء مليون و800 ألف نسمة على ظروف الحياة في الصحراء.
وتصنف
الواحات حسب التوزيعات الجيولوجية إلى واحات بحرية وداخلية، فأما الواحات
البحرية عبارة عن مساحات أرضية تمتاز بكثرة وجود أعين الماء الباردة
والدافئة، وأما الواحات الداخلية فهي مساحات أرضية خضراء تكتسي بالأشجار
الصغيرة.
ويكثر
وجود النباتات والأشجار المحاذية للينابيع المائية الجارية في الواحات
كأشجار النخيل التي غالبا ما تخترق المناطق الصحراوية، كما أنها تتميز
بتربة خصبة، غير أنها تفتقد للرطوبة التي تنمي الأشجار، ولهذا السبب فإن
معظم أراضي الواحات تصلح للزراعة، وتعتبر أشجار النخيل من أكثر الأشجار
زراعة في الواحات .
وتشكل
الواحات بيئة ملائمة للاستقرار السكاني، غير أن أغلب سكان هذه الواحات من
فئات البدو. وعند سقوط الأمطار في الواحات أو الجبال والتلال البعيدة، وبعد
أن تمتص في باطن الأرض نحو المناطق المنخفضة في الصحراء، تظهر عند السطح
لتشكل ينابيع أو على شكل آبار جوفية يمكن الوصول إليها عند الحفر مباشرة.
لكن التغير المناخي بات يهدد الواحات المغربية على نحو متزايد، حيث باتت
الأمطار إما بالغة الندرة أو شديدة الغزارة تجرف سيولها كل ما في طريقها.وأرغمت
التغيرات المناخية الكثير من سكان الواحات الجنوبية في المغرب على الهجرة
إلى المدن الكبيرة أو إلى الخارج. أما السكان الباقين فقد اضطروا إلى تغيير
أنماط معيشتهم مع زحف التصحر إلى أراضيهم ليهدد مصادر أرزاقهم.
وتعتبر
الواحات ثروة خالدة يمكن استثمارها في العديد من المشاريع المهمة، وذلك
بحمايتها ووقف الاعتداءات الجائرة التي تهدد البيئة الداخلية للمحميات
والواحات كانجراف التربة، وقطع الأشجار، وغيرها من الممارسات التي تهدد
سلامة البيئة الداخلية للواحات.
كما
أن الواحات تجلب الأنظار بسرعة فائقة للتناقضات التي تميز موقعها؛ إذ هي
عبارة عن نقطة وفيرة المياه والزرع كائنة في وسط مساحات قاحلة وشاسعة.
وهذا
الموقع اللافت للنظر قد جعل الجغرافيين القدامى إغريقيين كانوا أو عربا
يتحدثون عن الواحات ويصفونها بإعجاب، منوهين بما للماء من فضل في الحياة
يصل إلى حد المعجزة، وهي العبارة التي كثيرا ما تتكرر في جل أعمالهم
الجغرافية الوصفية.
وفعلا فالواحة تعرف على أنها جزيرة صغيرة مهيأة للإعشيشاب والسكن البشري، ومحاطة بفضاءات صحراوية، كما تعرف على أن وجودها عادة ما يكون مرتبطا بتوفر الماء الذي يتم جلبه بواسطة قنوات أو استخراجه من الآبار.
وفعلا فالواحة تعرف على أنها جزيرة صغيرة مهيأة للإعشيشاب والسكن البشري، ومحاطة بفضاءات صحراوية، كما تعرف على أن وجودها عادة ما يكون مرتبطا بتوفر الماء الذي يتم جلبه بواسطة قنوات أو استخراجه من الآبار.
ونظرا
لما قامت به بلاد الواحات من أدوار للتواصل الحضاري بين بلاد السودان
الغربي والغرب الإسلامي، وخاصة بعد تأسيس مدن الضفتين الشمالية والجنوبية
للصحراء الكبرى، جعل معظم دول العالم تولي عناية لهذا المجال لتأمين
المحاور التجارية، مما أثر إيجابا على هذا المجال الصحراوي.
ومن أسماء الواحات الموجودة بالصحراء المغربية على سبيل المثال لا الحصر:
ـ واحة أقا:
اشتهرت بهذا الإسم، إذ تعتبر إحدى واحات جنوب جبل باني الواقعة عند خروج
الواد الذي يحمل نفس الإسم من الجبل، وهي إحدى دوائر عمالة طاطا (حوالي 14
ألف نسمة)، تحدها غربا دائرة فم الحصن «إمي أكَاديرْ»، وشمالا دائرة
«إسافْنْ»، وشرقا دائرة طاطا، وجنوبا وادي درعة .
ويتكرر
استعمال اسم أقَّا في عدة جهات من الجنوب المغربي مثلا: «أقا إزْنْكَاضْ»
جنوب «طاطا»، و«أقا إكْبْرينْ» بين «طاطا» و«تسيتت»، و«أقا أغالن» شمال
طالطا ...، ولكلمة أقَّا في الأمازيغية السوسية عدة معان، فهي تعني حبة
تمر أو عنب أو زيتون أوما أشبه ذلك من عقيق وغيره، وتعني كذلك عمق الشيء
كالوادي والكهف، كما تطلق على الخانق الذي يحدثه الوادي عند اختراق الجبل
فتكون آنذاك مرادفة للفظ تيزكي.
تمتد واحة النخيل (حوالي ستين ألف نخلة) من فم أقا محاذية جبل باني على
ضفاف الوادي على طول حوالي ستة كلم وعرض كيلومتر واحد تقريبا. وقد جزئت
أراضي الواحة إلى عدد كبير من الحقول الصغيرة المسيجة، وهي ملكية فردية، أو
عائلية، مثلها مثل ملكية أشجار النخيل وحصص مياه العيون. ويستغل مالكو
النخيل والحقول أملاكهم بطريقة غير مباشرة بواسطة عقد الخماسة الذي يكون
أساسا بينهم وبين الحراطين(1).
ـ تيط: واحة تقع شرقي إقليم تيديكلت(2).
ـ أقبلي:
واحة تقع جنوبي إقليم تيديكلت وهي تضم أربعة قصور وقصبات وزوايا، وتعتبر
مع مركزي الركان وعين صالح محطة نزول القوافل الواردة من بلاد التوارق
وتنبكتو(3).
ـ خنافسة كورارة: واحات سكانها أعراب وأهم قصورها هي القصور الحاملة لأسماء الحاج كلمان والكف وتغيارت ويغزز ومعمورة(4).
ـ تلالت:
مجموعة واحات في كورارة، تضم زيادة على قصر تلالت قصور بدريان وأزكور
والملال الخ، وكلها على الضفة الغربية لوادي الشرقي، ومن هذه الواحات أيضا
واحات أولاد سعيد، وواحات الكلى(5).
ـ تغوزي: واحة تقع على خط مائي يؤدي إلى نهر الساورة بواسطة تايرة: وهي ممر بين كثبان الرمل يصل إلى فم الخنق(6).
ـ تالمين: واحة تقع على خط مائي يؤدي إلى نهر الساورة بواسطة تايرة وهي ممر بين كثبان الرمال يصل إلى فم الخنق(7) (8).
ـ سلى: واحة كبرى في إقليم توات، توجد بها سبخة تعرف بسبخة سلى، وبجنوبها الغربي واحات تينورت، وبريش، وأولاد باحو، والمستور ،واينزكلوف(9).
ـ عين صالح: تعتبر مع واحة أقبلي ومركز الركان محطة نزول القوافل الواردة من بلاد التوارق وتنبكتو(10).
وتعتبر
إحدى واحات تيديكلت بها عشرة قصور منها: قصر العرب، وأولاد بجودة،
والدغامشة، وأولاد بلقاسم، وأولاد الحاج. ويمتد شرقي عين صالح خط من
الواحات منها: الساهلة وفكارات العرب، تعتبر الربط لأولاد دهان الرحل.
احتلها الفرنسيون في 26 شعبان 1317هـ/30 دجنبر 1899م(11).
ـ إمريكلي: ناحية
طبيعية بالصحراء المغربية، تقع جنوب رأس بوجدور بين النواحي الطبيعية
التالية: الحسيان ودرعة افرافير والقراب. تنقسم الناحية إلى قسمين:
إمْريكْلِي الأحمر، وإمْرِيكْلي الأبيض(12).
ـ واحة تانزيضا: تابعة للمجلس البلدي لفم الحصن في محافظة كلميم السمارة.
ـ واحة المسيد: تبعد عن العيون بحوالي 15 كلم(13).
ـ واحة أوزروالت
ـ واحة أزريويلة
Commentaires
Enregistrer un commentaire